محمد محمود أحمدي – الحلم الموريتاني

هل يصبح الحلم حقيقة؟ هل فعلا يمكن أن يتحول إلى واقع؟ هل يمكن لحلمي أن يصبح ماضيا قد تحقق بمشيئة الواحد الأحد ؟
لم يكن حلم فردي بل كان جماعيا ، كان الكل يحلم بتلك اللحظة ، متى يكون العلم الموريتاني منافسا لكبار إفريقيا و نجوم العرب؟ متى يكون لنا شأن بينهم؟ متى ندخل الإعلام و المجلات العملاقة و الصحف العالمية؟ متى يكون ذالك ؟ كان فعلا مجرد حلم بعنوان “#متى؟ ”

في ثمانينيات القرن الماضي، كان جنين يتشكل في رحم الرياضة الموريتانية و أعلن ميلاده في مدينة زويرات 1987، إنه الفنان صانع البسمة اللاعب مولاي خليل الملقب بسام “الشخصية الكرتونية في مسلسل ماجد الياباني”

الجيل الذي أراد أن يصنع شمسا في فضاء وطنه أنجب لاعبا يريد أن تكون هذه الشمس في سماء أوسع و فضاء أكبر

اللاعب الذي أرادَ لنفسه أن يكون مشروعاً استثنائيّاً، ولحلمه أن يكون ذا وهجٍ وألق لا يشابهه فيه أحد، بدأ مسيرته كعاشق للعبة يمارسها مع زملائه في حارته في أروقة المساء ، وتكادُ البدايةُ أنْ تكون كذلك، فالعادة أن تُولد المواهب في بلادها، أما وأنّ طموحه عظيم فلا أقل من أن تُولدَ الموهبة من عاصمةٍ تتوسط عقد اللؤلو في جغرافيا العروبة، ليخطّ على الأرض شيئاً من أحلامه ويُعلنها: أنْ قد بدأنا

عرف اللاعب بحبه الشديد للقميص الوطني و روحه العالية و كأنما وجد الرحابة التي تنطلق فيها النفس بجناحين في فضاء فسيح، ولم يكن الدفاع عن الألوان الوطنية بالنسبة له تسلية، بل كانت حياة أخرى أكثرَ عُمقاً وأكثرَ غنى

في رمضان من عام 2013 انتشر اسم الموهبة الجديدة التي ستنتشل الرياضة الموريتانية من الظلام إلى النور في الأوساط المحلية بعد تأهل تاريخي على حساب أسد التيرنغا المنتخب السنغالي لنهائيات أمم إفريقيا للمحلين في ليلة آمن فيها الموريتانيين أنه لم يكتب لهم أن يكونوا في مذيلة الترتيب بعدما كانوا في المركز 206 عالميا

و كرر مولاي ذات الانجاز مع المنتخب الوطني في عام 2017 و أصبح المنتخب الموريتاني من أفضل ثمانين منتخبا في العالم “حسب ترتيب الفيفا” متجاوزا أكثر من مائة منتخب في ظرف وجيز

ليصبح الحلم أكبر، الهدف الأن الوصول للعرس الأعرق إفريقيا، و لم يكن هذا بالعسير على الفنان بل تجاوز كل الصعوبات و الخصوم ضاربا بقبضة من حديد متألقا أمام نجوم العالم ليحقق هدف الأمة الموريتانية و يحط الرحال بالمرابطين في نهائيات مصر 2019 ثم كأس العرب 2021 و الكاميرون 2021

و بعد سنوات من الإجتهاد والتفاني و لأن الجسم لا يرحم كما صرح الظاهرة البرازيلي رونالدو نازاريو، قرر اعتزال اللعبة ليعم بأس جماعي على الأمة الرياضية الموريتانية لكن البسمة ترك وراءه إرثاً يلهم الأجيال الجديدة ليخطوا على خطاه.

محمد محمود أحمدي | الوكالة الموريتانية للانباء الرياضية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى