ميني مستقال، أنا ما عندي frein..

لأنه ليس مجالي، ولكن سأبدي ملاحظات عابرة من الناحية التي تعني communication وبالمناسبة أطلب من متابعي الصفحة ترجمة المصطلح ولكن بعبارة غير كلمة “الاتصال” التي لا تفي بالغرض :
1-عندما يكون الرأي العام في حالة غليان، كما هو الحال بالنسبة للجمهور الرياضي منذ خروجنا من كأس افريقيا، فإنك نادرا ما ترى مسؤولا موريتانيا يواجه الصحافة، كما هو الحال في باقي دول العالم. وعليه فما قام به أحمد ولد يحيى الليلة من مصارحة يحسب له.
2-كان صريحا وعفويا، والدليل على ذلك أنه أعطى معلومات لم يكن يريد إعطاءها (مثلا بعملية حسابية بسيطة نستنتج أن مساعدة الدولة للإتحادية من أجل المشاركة في كأس افريقيا تربو على المليار أوقية) وكذلك ذكر دولة أجنبية بالاسم في سياق غير ودي، وهو ما كان يتحاشاه منذ البداية، وهي جميعها أشياء توحي بالعفوية وهي كما هو معروف سلاح ذو حدين.
3-كما يحسب له دفاعه المستميت عن اللاعبين والطاقم، خصوصا في ما يتعلق بالعبارات العنصرية التي تظهر في التعليقات على حساب فيسبوك الاتحادية. الحقيقة أنه حتى لو كانت هنالك اتحاديات اخرى (مصر، تونس..) تحظر التعاليق، يبقى الحظر بشكل عام منافي لحرية التعبير، وإن كانت الشروح التي قدم احمد مقنعة. لذا اقترح على الاتحادية ان تتعاقد مع شخص يقوم بدور الرقيب modérateur يحذف التعليقات العنصرية ويترك الباقي.
4-أما من الناحية الشكلية فقد لاحظت أن أحمد كان متشنجا في بعض الأحيان وهو ما اعتذر عنه في النهاية، مثلا لا يحتاج للهش بقنينة الماء كالعصا للتعبير عن رأيه. كما أنه استعمل عبارات (ميني مستقال، أنا ما عندي frein..) لا تليق بمستواه كرئيس اتحادية وطنية، مؤهل في المستقبل لقيادة الاتحاد الافريقي وحتى الفيفا، لم لا ؟
5-أما في الجانب المقابل فقد أعجبتني الزميلة منى محمد خصوصا صرامتها في التعامل مع الضيف ومع زملائها، وهي صرامة من النوع الناعم ولكنها تفي بالغرض. مثلا في نهاية الحلقة حدثت هنالك محاولة لي ذراع قام بها أحد الزملاء، طلب طرح سؤال مع أن أحمد قال كلمته الأخيرة، فنبهته منى إلى أنه كزملائه طرح ثلاثة اسئلة ولكنه تابع الإصرار.
حتى أحمد قال لها “اتركيه يطرح سؤاله” وهو في نظري تعدي على دور مقدمة البرنامج، إذ أنها هي وحدها من يرجع له القرار الأخير. عندما فهم أحمد أنه تجاوز صلاحياته سكت، ولكن الزميل تابع “لو كنت أظن أن هذا سيحدث لما شاركت” وهي ملاحظة في غير محلها، طبعا لم تعرها مقدمة البرنامج اهتماما وحسنا فعلت، قبل أن تختم الحلقة.
عموما كانت حلقة إيجابية وحسب تقييمي كمشاهد، فقد كان احمد مقنعا في إجاباته، ومن حقه وهو الذي تم انتخابه أن ينهي مأموريته وحتى أن يترشح لمأمورية أخرى كما تسمح به نصوصهم، كما من حق فريقنا علينا أن نكون بجانبه في السراء والضراء، فكرة القدم تبقى لعبة، يوم لنا ويوم علينا.
السؤال الأخير وهو موجه للعارفين بهذه الرياضة : هل يوجد فريق في العالم يفوز دائما ولم يتعرض لأي خسارة على الإطلاق ؟