مدرب موريتاني ينتقد بشدة مدوني الفيسوك بوك
نا شخص أملك شهادات تدريب من أعرق المدارس التدريبية في العالم، لدي إدراك جيد بالمعرفة النظرية لكرة القدم، مثلاً أستطيع تحليل مباراة وتقديم بعض التوقعات والحديث عن الكثير من المفاهيم التكتيكية وبعض من منهجيات التدريب، لكن كل هذا إن كان صحيحا لا يجعلني مدربا ناجحا، لأن الخيط الذي يفصل بين النظري والتطبيقي ليس قصيرا للأسف، في يومنا هذا يقدم الكثير من الناس أنفسهم كوعاظ، ملائكة فيس بوك يتحدثون عن كل شىء بل ولديهم الشجاعة للغوص في كل المواضيع، يعتقدون مثلاً بأن بناء الدول قد يكون من خلال التدوين عبر الفيس بوك، وأن ماينقص في هجرتنا نحو التطور ليس سوى الإحتكام الى أفكارهم، إنهم رؤساء دول هنا، لديهم شعوب كما أن لديهم معارضون وإن كانوا قلة، لمجرد أن تمتلك لغة جيدة أو أسلوبا خطبيا مقنعا ستكون مرشحا جيداً لرئاسة هنا ولتحكم في عقول آلاف البشر، في سناب شات على فكرة هناك واعظات يحاضرن عن طرق الوصول الى الجمال والسعادة معا،
المشكلة أن لا أحد يتحدث من الواقع وربما لا أحد يفهمه، والمشكلة أن رش كلمات متطايرة من النقد مهمة سهلة للغاية، في النهاية، الدول تبنى بالمعرفة، بصيرورة طويلة من التجارب الإنسانية الصعبة، بالكثير من الواقعية، وأخر مانحتاجه هي كلمات إنشائية توهم الناس بأن حل مشاكلهم يحتاج فقط لرئيس جيد، النية الحسنة لاتكفي هنا، الواقع أكثر تعقيدا من ذلك وبكثير، ليس هذا حديثاً متشائما بل إن صاحبه تناول لتوه وجبة من العيش لكنه مجرد كلام قد لايكون مؤسسا لكن كاتبه لا يبشر بالوهم! .
محمدي العلوي مدرب في الإتحادية الموريتانية لكرة القدم