الناطق بإسم إتحادية كرة القدم يحلل مجموعة موريتانيا في تصفيات كاس العالم

تصفيات مونديال قطر 2022
قراءة مفصلة في مجموعة المنتخب الوطني ??

أسفرت قرعة دور المجموعات من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم المقبلة (قطر 2022) التي تم سحبها أمس في مصر، عن وقوع المنتخب الوطني في مجموعة تضم كلاً من المنتخب التونسي، والمنتخب الزامبي، ومنتخب غينيا الاستوائية.

وقبل أن ندخل في التفاصيل، من المهم أن نعرف أن الطريق إلى المونديال طويلة وشاقة وصعبة؛ حيث سيتأهل في النهاية خمسة منتخبات فقط من مجموع 40 منتخباً مشاركة في هذا الدور الذي يتكون من 10 مجموعات، كل مجموعة منها تضم أربعة منتخبات.

سوف يتأهل منتخب واحد من كل مجموعة للدور الحاسم من التصفيات؛ حيث ستتبارى المنتخبات العشرة المتصدرة للمجموعات بنظام “خروج المغلوب”، بين كل اثنين منها ستضعهما القرعة في مواجهتين ذهاباً وإياباً للتأهل للمونديال.

#المرابطون تم تصنيفهم قبيل هذه القرعة في المستوى الثالث، بينما صُنف “نسور قرطاج” التونسيون في المستوى الأول، وحازت “التماسيح” الزامبية على مقعد في المستوى الثاني، بينما كان المستوى الرابع من نصيب “الرعد الوطني” لغينيا الاستوائية، التي خاضت وحدها من هذه المجموعة الدور الأول من التصفيات أمام منتخب جنوب السودان، بينما أعفيت بقية المنتخبات من ذلك الدور.

#تونس!
المنتخب التونسي غني عن التعريف، فهو أحد عمالقة القارة السمراء، وبطلها سابقاً؛ حيث ظل على الدوام حاضراً بقوة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، كما شارك في كأس العالم عدة مرات، آخرها النسخة الماضية في روسيا 2018، حيث كان أحد الفرسان الخمسة الممثلة للقارة السمراء في المونديال.

ومن الصدف العجيبة أن منتخب تونس كان قد أزاح المنتخب الموريتاني من طريقه إلى ذلك المونديال، في الدور الثاني من تلك التصفيات، وإن كان عديد المتابعين أشادوا آنذاك بالمستوى التنافسي المحترم الذي أظهره المنتخب الوطني في وجه تونس، وخاصة في تونس، عندما سجل بسّام أحد أجمل أهداف المنتخب الوطني وأفضلها فنياً.

ولم تكن تلك المواجهة الوحيدة الرسمية بين المنتخبين في الوقت الحاضر، بل جمعتهما مواجهة أخرى في مصر، لحساب الجولة الأخيرة من دور المجموعات لكأس أفريقيا للأمم صيف العام المنصرم؛ حيث كان المنتخب الوطني قريباً وقتها من تحقيق الفوز، لكن نقص خبرته في مثل تلك المناسبات جعلت المباراة تنتهي بالتعادل السلبي من دون أهداف.

وبالنظر إلى قائمة منتخبات المستوى الأول في هذه القرعة، يبدو المنتخب التونسي خياراً مرضياً للمنتخب الموريتاني؛ حيث يملك مدرب المنتخب الموريتاني كورينتان مارتينس سجلاً جيداً مع كل منتخب سبق له أن واجهه، فهو لا شك يملك حالياً معرفة كافية بخصمه التونسي، قد تذلل الكثير من الفوارق الفنية والتاريخية بين الطرفين لصالح منتخبنا الوطني.

#زامبيا
المنتخب الزامبي واحد من منتخبات “الطبقة الوسطى” في أفريقيا، ليس من العمالقة المخيفة، ولا هو من المنتخبات الضعيفة التي يطمع فيها الجميع.

ورغم أنه حقق إنجازاً غير مسبوق عام 2012 عندما تُوج -على غير ما هو متوقع- بلقب كأس الأمم الأفريقية بقيادة المدرب الفرنسي المحنك هيرفي رينار (مدرب السعودية حالياً) إلا أن صحوته تلك لم تتواصل، بل عرف تراجعاً كبيراً من حيث المستوى والنتائج في السنوات الأخيرة، وقد تجلى ذلك في غيابه عن نهائيات كأس أفريقيا الأخيرة في مصر التي شارك فيها منتخبنا الوطني.

كما يعيش المنتخب الزامبي حالياً واحدة من أسوأ ظروفه، متذيلاً ترتيب المجموعة الثامنة بخسارتين اثنتين؛ أمام الجزائر (5-0)، وأمام زيمبابوي (1-2)!

ومع ذلك، يبقى منتخب زامبيا أكثر خيرة من منتخبنا الوطني، لذلك يجب أن يحسب له حسابه كاملاً، متحلين باحترامه من دون إفراط ولا تفريط، لكي يتسنى لنا التفوق عليه في هذه المنافسة، وهو ما نملك الوسائل لتحقيقه.

#غينيا الاستوائية!
منتخب غينيا الاستوائية ليس من المنتخبات القوية في أفريقيا، حتى لا نقول عنه ما هو أسوأ من ذلك، فهو لم يتأهل قط لنهائيات كأس أفريقيا للأمم، عبر النظام الاستحقاقي للتصفيات، وإنما شارك في البطولة مرتين، بهوية “البلد المنظم”، (عام 2012 مقاسمة مع الغابون وعام 2015 منفردة).

وسبق للجيل الحالي للمنتخب الوطني، مع المدرب السابق باتريس نَفه، أن واجه منتخب غينيا الاستوائية في تصفيات كأس أفريقيا للأمم عام 2015؛ حيث فاز المرابطون ذهاباً بهدف دون مقابل، وخسروا إياباً بثلاثة أهداف دون رد، لكن المنتخب الوطني هو الذي تأهل لاحقاً من ذلك الدور؛ بعد كسب شكوى تقدم بها الاتحاد الموريتاني ضد نظيره الغينو-استوائي، بعدما تبيّن أن المنتخب الغيني أشرك لاعباً “مجنساً” غير مؤهل قانونياً للمشاركة معه.

بيد أن منتخب غينيا الاستوائية الذي خرج يومها من التصفيات بمخالفة قانونية صريحة، وبعقوبة استبعاد نافذة، عاد ليشارك في البطولة، كبلد منظم لها! بعد أن اعتذر المغرب آنذاك عن احتضان النهائيات التي كان مقرراً أن يستضيفها، بحجة التخوف من انتشار وباء “الأيبولا” الذي كان يضرب أجزاء واسعة من أفريقيا في ذلك الوقت؛ “وأخير المكتوبالو من الكاحز الها”!

وتبدو حظوظ المنتخب الوطني أمام منتخب غينيا الاستوائية كبيرة، بالنظر إلى واقع الفريقين حالياً.

في المجمل، لا يبدو الطريق نحو المونديال معبّداً أمام منتخبنا الوطني، لكن تجاوز هذه المجموعة ليس مستحيلاً كذلك؛ وعليه سيظل حلم التأهل للمونديال، أو مواصلة البحث عنه بجدية قائماً، فهذه المجموعة محفزة على التنافس والاجتهاد من أجل ذلك.

أخيراً، صحيح أن ليس لمنتخبنا الوطني نجوم بارزون في الدوريات الأوروبية الكبرى؛ كما هو شأن كثير من منتخبات أفريقيا الكبيرة، ولكنه يملك جيلاً من اللاعبين يتميزون بالتجانس والتعاون والانضباط والمثابرة والاجتهاد، يقودهم مدرب محنك؛ ميزته التواضع والجدية، مع القليل من الصخب والكلام، والكثير من العمل والالتزام، محاطين بإدارة احترافية تعمل بكل مهنية من أجل وضع المجموعة في أحسن الظروف، دون أن تترك كبيرة ولا صغيرة للصدفة، ومعززين بجمهور وفِي أثبتت التجربة تأثيره الكبير في دفع لاعبيه إلى تحويل “المستحيل” إلى ممكن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى